الإنستقرام وفن الهياط
من المضحك أن تكتب أو يكتب أحدهم بعد عرض جمل من الصور الجمالية في ” الإستقرام ” ( طلعتنا مع أحسن ناس ربي يخليهم لي .. شكراً اموله شكراً فتونه ) وهو أو هي قد وصلوا في نزهتهم إلى أقصى مراحل الغيبة والشتيمة والخلاف ..
المشكلة لا تكمن هنا ، إنما فيمن شاهدت وتصفحت تلك الصور وأخذها الإحباط بفعل صور من سفر هنا أو هناك وحفلات نجاح ومناسبات وأفراح .. لتندب حظها العاثر وزوجها الذي ترى أنه قاصر وهي تقبع في صيفها الجائر وبردها القارص .. فتسمُر مع صديقتها ومجمل حديثها عن فلانة وعلانة أين جلست ومتى سافرت مستشهدة بتقنية الإستقرام ..
إن هناك من يصنع صوراً ليست من الحقيقة بمكان وإن كانت كذلك فقد صبغت من ” الفوتوشوب ” بأجمل الألوان وأحسن الأشكال فتأخذ الصورة أكبر بالونة من الهياط فلا تصدق نفسك متسائلاً أهذه هي المناسبة التي كنا فيها ؟
كل شيء تقني حولنا هو سلاح ذو حدين وحسب استخدامه يتم الحكم عليه وعن مدى إيجابيته وسلبيته .. هناك من فَعّل الإستقرام بتوثيق ممتع صحيح و استخدام سديد ووفق فيما طرح و استعرض من صور وكل له هدفه ونيته والحالة الأصعب من جعله من ضمن شكلياته المكملة ولا يعلم هو أنها تتحدث عما بداخله من نقص ..
كل تقنية جديدة يجب أن نُفعلها بشكل صحيح ونجعلها سيرة لنا حافلة بالنجاح والطموح والتحفيز ، فالمسئولية تبدأ من رب الأسرة إلى أكبر موجه داخل هذه المنظومة الإجتماعية في توظيف المستجدات التقنية وتسخيرها فيما يخدم ديننا ومجتمعنا ووطننا .
الكاتب – سليمان العرفج
Powered by WPeMatico
لا دلائل