أجل .. تلك هي شيم سلمان وشمائله الحسان

| غير مصنف | 14 ديسمبر, 2013

mansor-logo

أجل .. تلك هي شيم سلمان وشمائله الحسان

الثلاثاء,29,محرم,1435 الموافق 2013,كانون اﻷول (ديسمبر),03

أجل .. تلك هي شيم سلمان وشمائله الحسان يجزم كل من عمل مع سيدي صاحب السمو الملكي الأمير الجليل سلمان بن عبدالعزيز آل سعود , ولي العهد , نائب رئيس مجلس الوزراء , وزير الدفاع , فترة تسلمه إمارة منطقة الرياض لنصف قرن من الزمان , أن سموه الكريم كان أول مسؤول يصل مكتبه في الأمارة , وفي الوقت نفسه , آخر من يغادر مكتبه فيها . وبين هذا وذلك , ينكب على العمل بكل تفان وإخلاص , فيشرح على المعاملات ويحيل كل واحدة منها لجهة الاختصاص , ويستقبل المكالمات الهاتفية , وضيوفه من داخل البلاد وخارجها , كما يستقبل المراجعين , وينصت لمشاكلهم ويستجيب لكل منهم في الحال . ولهذا شهدوا له ايضاً بمثل ما شهد له به من عمل معه , من همة وإخلاص ومسؤولية , وتقدير للأمانة , وحرص أدائها على أكمل وجه ممكن وحب فياض لهذا الشعب الوفي النبيل , وهذا الوطن الشامخ الراسخ بعقيدته الصافية النقية . ومع كل هذا الجهد , لم يحدث أن غادر مكتبه يوماً وترك عليه معاملة , مهما كان شأنها إلى الغد , لأن العمل عنده أمانة قبل أن يكون مسؤولية . وبجانب شخصيته الإدارية الفذة , فقد كان سموه يمارس دوره الاجتماعي بامتياز شديد , فيشرف أفراحنا , ويواسي مكلومينا , ويزور مرضانا ويشيع موتانا الى مثواهم الأخير, ويقودنا كلنا في أعمال الخير التي ترفد جهد الدولة في رعاية المجتمع , ويسبقنا عليها بسخاء منقطع النظير . وكلنا نشهد أن سموه الكريم كان يمارس دورة بمسؤولية فريدة , حتى عندما تضطره الظروف لمغادرة الرياض التي ارتبطت به وأرتبط بها , لدرجة أن أحد لا يذكر الرياض إلا بذكر سلمان والعكس صحيح .. فلا أحد يذكر سلمان إلا تراءت له الرياض وما شهدته من نقله نوعية فريدة في عهده , بتوفيق الله سبحانه وتعالى , ثم بجهد سلمان وطموحة وعشقه حتى لذرات رمالها , وريح صباها , المعتق بعبق تاريخها المجيد , فتحولت كما يقول سموه الكريم عنها , من مدينة صغيرة جداً في قلب الصحراء الشاسعة , تعيش على امكانيات متواضعة جداً في كل شيء , إلى أحدث مدينة وأرقاها في الشرق الأوسط , ومع هذا يقول بتواضع العلماء : أرجو ألا ينسب لي الفضل وحدي , فإن كنت عملت فهذا واجبي , لكن الفضل للجميع , الفضل لمن أعمل معه وأتعامل معه , ومن يقدمون جهدهم وأكون أنا في الواجهة , مؤكداً بقول الشاعر : وما أنا إلا من غزية إن غوت *** غويت و أن ترشد غزية أرشد ومعقباً بلباقتة المعهودة : وغزية الحمد لله ، لم تغو ولن تغوي ، إن شاء الله ، بل راشدة دوماً . ومع هذا وذلك , كان سموه الكريم يستقبل المواطنين من كافة شرائح المجتمع في يوم معلوم من كل أسبوع , فتجد في مجلسة طالب العمل والأكاديمي والمسؤول والشاعر والأديب والمؤرخ والسياسي , وصاحب الحاجة وصاحب المشورة وغيرهم , فضلاً عمن يأتون متفرقين على مدار الاسبوع لحاجة طارئة , فأبوابه دائماً مفتوحة , وتلك هي ميزة فريدة لقاداتنا الأماجد كلهم , حفظهم الله ورعاهم , بدءاً من الملك المؤسس , والد الجميع , عبدالعزيز آل سعود الذي رسّخ البنيان وحدد المنهج . أجل .. هكذا عهدنا سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله , عندما كان أميراً للرياض , وأرتبط به كل واحداً من أهلها وجدانياً , ولدرجة أننا كنا نفتقده عندما يغيب عنها لأي طارئ , مثلما يقفد أحدنا والده ويشعر بوحشه لغيابه , حتى إذا عاد إليها بالسلامة شعرنا بالارتياح والاطمئنان . وعندما أقتضت إرادة الله سبحانه وتعالى , أن يترجل سموه الكريم عن كرسي الأمارة ليتولى وزارة الدفاع , ثم ولاية العهد , أشفقنا عليه , لأننا نعرف ما تتطلبه مثل تلك المسؤوليات من عمل وجهد وفكر وسفر , ونعرف تقديره للعمل والمسؤولية والوفاء والأمانة , مهما كلفة ذلك من مشقة , غير أننا في الوقت ذاته , ندرك جيداً أنه خير من يضطلع بالعظيم من الأمور , ويؤكد هذا ما كان يقوله سموه الكريم أيام تسلمه آمارة الرياض : إن عملي في الرياض , لم يعن فقط الاهتمام بالرياض وحدها , بل لأن الرياض رمز لهذه المملكة , المملكة التي قامت دعائمها وأسسها على كتاب الله وسنة رسوله , المملكة التي عندما وحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل وأبناء هذه البلاد , وبمعونة الله قبل كل شيئ , ثم بمعونتهم , لم يوحد أرضاً فقط , بل وحد القلوب . أقول : عندما تولى سلمان تلك المسؤوليات , أشفقنا عليه من إجهاد نفسه بالعمل الدؤوب كما عهدناه دائماً , مع أننا ندرك يقيناً أنه ( رجلاً معروفاً بكل شواهد تعدد الكفاءة ) كما أكد الأستاذ تركي عبدالله السديري , رئيس تحرير جريدة الرياض في عموده الشهير ( لقاء ) في عدد الثلاثاء 8 من محرم 1435هــ , 12 من نوفمبر 2013م , العدد 16577 , بعنوان : نعم .. لنا جزالة حضور وعلاقات . وأوكد هنا ما ذهب إليه الأستاذ السديري , مضيفاً : أن سلمان يعد اليوم أحد أبرز صناع جزالة ذلك الحضور وتلك العلاقات . كما خشينا بجانب هذا , ألا يجد سلمان وقتاً لنا كالسابق , فنحرم من مجالسه العامرة التي نجد فيها المتعة والأنس والعلم والإرشاد والتوجيه , وتلك المحبة الصادقة بين أبناء الوطن . وخشينا ايضاً أن تأخذه تلك المسؤوليات عنا , فتفقده صالة أفراحنا وخيمة عزائنا ويفتقد طلته البهية مرضانا في المستشفيات والبيوت غير أن أبا فهد فاجأنا كعادته دائماً , فزاد ارتباطه بنا , وحرصه على لقائنا , وتشريفه لكل مناسباتنا وتفقد أحوالنا , والاطمئنان علينا أينما كنا. كتبت هذا وأنا أطالع الصحف الصادرة يوم الاثنين السابع من محرم 1435هــ وهي تحمل لنا زيارة سموه الكريم بعد ظهر يوم الاحد 6/1/1435هـ , للشيخ ثنيان بن فهد الثنيان في منزله بمدينة الرياض , للاطمئنان على صحته أثر تعرضه لوعكة صحية . فعلق الشيخ الثنيان على زيارة سلمان التي اسعدته كثيراً , قائلاً : هذا خلق سلمان وإنسانيته ومحبته , وتواضعه .. مؤكداً أن سلمان منذ بواكير شبابه وهو في تواصل مع مواطنيه .. زائراً لمريضهم في المستشفى أو المنزل , مواسياً لمكلومهم , ومهنئاً لسعيدهم , سائراً على طريق والده العظيم عبدالعزيز طيب الله ثراه , مشيراً إلى أنه عهد هذه الصفات في سمو الأمير سلمان من خلال قربه منه . ليس هذا فحسب , بل حتى عندما كان في مقره الصيفي في جدة , شاهدنا سموه أكثر من مرة , مشرفاً الشيخ صالح كامل والأستاذ عبدالعزيز خوجه وغيرهما كثير , ممن زارهم سلمان أو تواصل معهم بالهاتف . والحقيقة , لا أجد أمام هذه الشخصية القيادية الفذة , إلا الابتهال إلى الله العلي القدير , أن يحفظ سموه الكريم لنا , ويمتعه بالصحة والعافية دوماً , وكلي ثقة أن كل من يقرأ هذا يؤمن على دعائي لهذا الرجل الكبير والأب العطوف فكلنا نحبه , بل نتنافس في حبه , مختتماً حديثي بالتأكيد مع الشيخ ثنيان بن فهد الثنيان : أجل .. تلك هي شيم سلمان وشمائله الحسان .. وإني على يقين أنه لن يتخلى عنها يوماً مهما كلفه ذلك من جهد ومشقة , لأنها أضحت عنده أسلوب حياة , قبل أن تكون مسؤولية , إذ تأصلت في نفسه الكريمة منذ ريعان شبابه كما أكد الشيخ الثنيان , ويؤكد كل من عاصر سموه وعاش قريباً منه .. فلا حرمنا الله من تلك الشيم والشمائل الحسان . بقلم اللواء الركن م. د. بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود



 

الأمير بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود

تقييم: 
Select ratingالتقييم 1/10التقييم 2/10التقييم 3/10التقييم 4/10التقييم 5/10التقييم 6/10التقييم 7/10التقييم 8/10التقييم 9/10التقييم 10/10
معدّل التقييم: 6.4 (16 صوت)

Powered by WPeMatico

لا دلائل

  

اترك تعليقاً