بدأ مدير الندوة محمد كريم الشمري بقوله : إن اللغة العربية لغة حوارية، ثم عرّف بالسير الذاتية لكل من المحاضرين ضيوف الندوة.
وانتقل الحديث إلى رئيس قسم اللغة العربية في كلية الآداب والفنون بجامعة حائل الدكتور فواز بن زايد الشمري الذي تطرق إلى تاريخ اللغة العربية، وعن هذه المناسبة العالمية التي بدأت في عام م1973 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد اقتراح من المغرب والسعودية، وقال الشمري إن هذا اليوم يمر دون احتفاء في بعض البلدان العربية، وينبغي الاحتفال به لتوضيح مكانة اللغة العربية ومناصرتها، وهذا العام ركزت اليونسكو على الإعلام ووسائل الإعلام ودوره في خدمة اللغة العربية.
وأضاف الدكتور فواز: “هذا اليوم يصادف يوم المهاجرين في الأمم المتحدة، ونتساءل عن عدد المهاجرين العرب إلى دول غير عربية، وضرورة تعليم اللغة العربية لغير العرب خاصة المسلمين، وللأسف هناك دعوات لجعل اللهجات هي لغة وسائل الإعلام، وهذا أمر خطير، وينبغي أن تتدارك الدول العربية هذا الأمر”.
وأضاف: “اللغة العربية هي وعاء الثقافة الإسلامية”، ودعا للمحافظة على اللغة العربية، ولأهمية هذا اليوم بدأت كلية الآداب في مخاطبة بعض القطاعات التي تتعامل مع غير الناطقين باللغة العربية لتعليمهم إياها، ولتفعيل التقنية ومواقع التواصل الاجتماعي لخدمة ونشر قضايا اللغة العربية ، وشكر النادي الأدبي الثقافي في منطقة حائل، وأكّد الحاجة إلى المزيد من هذه الفعاليات.
وقال الدكتور أحمد شتيوي أن اللغة العربية والبلاغة القرآنية من أرقى اللغات لذلك أختارها الله لحمل المعجزات الإلهية، وتحدث عن خصائص اللغة العربية، وتحدث عن مخارج اللغة العربية في الجهاز الصوتي للإنسان، وتحدث عن بعض شواهد الإعجاز في اللغة العربية من النصوص القرآنية الكريمة كنموذج لكيفية الوقوف على أسرار لغة القرآن الكريم.
بعد ذلك تحدث الدكتور ناصر محمود النواصرة عن واقع اللغة العربية وعن ما يتردد عن أنها لا توافق عصر العلوم والتكنولوجيا والطب والهندسة والعلوم الأخرى التي تكتب الآن باللغات الأجنبية وما يشاع عن عجزها عن نقل العلوم، واستغرب هذه الدعوة التي تصدر للأسف من أبناء اللغة العربية نفسها وليس من الأجانب، وتحدث عن ضرر غرس هذا التوجّه في أذهان الناشئة.
وتحدث عن تاريخ الحضارة العربية في أوروبا وأدوار العلماء المسلمين فيها كالخوارزمي وابن سينا، ولماذا ترمى اللغة العربية بالتخلف والعقم؟ وقال أن اللغة تقوى بقوة أهلها وتضعف بضعف أهلها، وتحّدث عن رقي فكر العرب والمسلمين ونمو اللغة العربية الفصحى وقوتها وعمقها، و أشاد باستيعاب اللغة العربية لكافة العلوم، وعزى العجز إلى ضعف أهلها و أستهلاكيتهم لما تنتجه الحضارات الأخرى، وأكّد أن اللغة العربية تستوعب الثقافات بدليل ترجمة الكتب الأجنبية من لغات أخرى منذ فجر التاريخ كالطب عندما عّرب العلماء العرب الكتب العلمية وأعادوا النظر فيها ونقحوا ما ترجم حتى أصبح الطب عربياً خالصاً.
أمّا الدكتورة منى خضر من القاعة النسائية فبدأت بقوله تعالى: “إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ”، وأوردت عدّة نصوص قرآنية أخرى، وعدد من الأحاديث الشريفة، وتطرقت إلى أسرار القرآن الكريم وعلاقته بمباحث الطاقة الإيجابية؛ والربط بين القرآن والأحاديث والموروث الثقافي العربي، وعلاقة القرآن الكريم بمباحث الصحة النفسية، وقالت أن القرآن أعظم ما تطمئن به القلوب، وقد علمنا الإسلام الإيمان بالقضاء والقدر، وقد وجد العلماء أن مشاعر الإنسان تؤثر في المحيطين به.
وأوردت شواهد من الحياة عن طاقة المشاعر التي تؤثر في حياة الإنسان، وقالت إن المشاعر تجذب بعضها، عالم الطاقة والطاقة الإيجابية تستمد من الإيمان بالله، ودعت إلى تدبر بعض المعاني العميقة للآيات القرآنية، و الأحاديث القدسية، حول إحسان الظن بالله، وتحويل البلاء إلى نجاح وتميز، وركزت على جانب النوايا الصادقة في الأعمال، وأوردت الحديث الشريف: “إنما الأعمال بالنيات”، وتقديم النية الحسنة وبناء الهدف لتحقيق ما نصبوا إليه، حتى لا نكون ضمن نوايا وأهداف الآخرين، والنية هي العزم والإدارة مع توفر الثقة بالله الذي يمدنا بالصبر والتوكل والإدارة، عكس التمنّي.
وفي المداخلات قال عبدالعزيز الشنتوف سأل الدكتور فواز عن تبسيط قواعد اللغة العربية؟ أجاب: لم يكن هناك قواعد في البداية ، وتم وضع القواعد بعد دخول الأعاجم في الإسلام، وربما يهلك النحو إذا تم تبسيطه أكثر من الآن من وجهة نظري، النحو يجب أن يكون له قوته، وأن لا نعبث به.
وردا على سؤال من احد الحضور للدكتور أحمد شتيوي عن إحلال الدكتور الغذامي للنقد الثقافي في مكان النقد الأدبي؟ أجاب: يتم النظر إلى البلاغة العربية ولا يمكن أن يكون النقد الثقافي بديلاً. ثم تساءلت لولوة الخبراء إلى الدكتورة منى عن أسباب انحدار اللغة العربية ؟ أجابت يجب تعلم القرآن وتقويم اللسان.
وردا على مداخلة صوتية لأحد الحضور الذي تساءل لماذا لا نجد أسماء لبعض صغار الحيوانات كالكوالا والكنغر، وما مدى تجاوب اللغة العربية مع مستجدات العصر؟ رد الدكتور ناصر تعدد الاسم لبعض الأشياء هي عبارة عن اسم واحد والباقي صفات وهناك من يرى أنها مترادفات، واللغة العربية تستجيب لمتطلبات العصر كما حصل في العصور الوسطى لاستيعاب الترجمة والعيب إن حصل فهو في أهلها.
وفى مداخلة من حسني محمد جبر، تكلم عن طرح الدكتورة منى ورأى أنه غير مناسب، وعن ما قال الدكتور احمد شتيوي الذي يحتاج إلى وقت كثير عن الوقت المخصص له، وعن ما أوره الدكتور ناصر الذي عبّر عن الهم العربي تجاه لغتنا، وخاطب جبر الدكتور فواز: هل يحتفي كل العالم فعلاً بهذا اليوم باللغة العربية؟ كليات العلوم والهندسة والطب تدرس علومها باللغات الأجنبية، واللحن متفشي، ولماذا لا يعتز العرب بلغتهم؟ رد الدكتور ناصر أن الدول المتقدمة تقدمت وتطورت بلغاتها الأصلية.
وسأل نائب رئيس النادي الأدبي الثقافي في منطقة حائل الأستاذ رشيد بن سلمان الصقري الدكتور فواز عن الخلافات اللغوية بين الكوفيين والبصريين وهل أفاد أم أضر باللغة العربية؟ الذي أجاب بأن الخلاف له دور في إثراء اللغة العربية وانتشارها ولم يكن صراعاً. كما تساءل الصقري إلى الدكتور أحمد شتيوي هل يمكن طباعة وتدريس المصاحف بالرسم الإملائي بدلاً الرسم العثماني؟ وأجاب: الرسم العثماني فيه أسرار بلاغية (معنى المعنى) وأبدى رأيه بضرورة الالتزام والتمسك بالرسم العثماني. كما سأل الصقري الدكتور ناصر هل العربي عربي باللغة أم بالعرق؟ أجاب: العربية من اللغات السامية والعربي هو من نطق في البداية باللغة العربية وذلك مثالاً الشراكسة من أيام العثمانية ولا زال هناك تمايز رغم الأقدمية والعرق له دور.
ودارت مجموعة من المداخلات والحوارات والنقاش بين الحضور وضيوف الندوة، وفي الختام تم تكريم المشاركين بالندوة بدروع تذكارية من النادي قدمها نائب رئيس النادي الأدبي الثقافي في منطقة حائل الأستاذ رشيد بن سلمان الصقري.
Powered by WPeMatico
لا دلائل