وقالت المانع في مقالها بصحيفة ” عكاظ ” اليوم الأحد :” انتشر بين الناس فيديو يتحدث فيه أحد الجهال من المقاتلين السوريين بعد أن أطلق لحيته إلى صدره يستر وراءها ما يحويه ذلك الصدر من الجهل والظلام.كان المتحدث يحث المسلمات السوريات اللاجئات اللاتي اضطررن للهجرة بسبب الحرب داخل بلادهن، على بيع حريتهن للرجال المسلمين والدخول في عالم الرق بحجة حاجتهن إلى رجل يمدهن (بمأوى وكساء وطعام)!!”.
و تابعت المانع :” ولكي لا ينكر عليه منكر تلك الدعوة (الجاهلة) عمد إلى إلحاقها بالدين، فذكر أنه نيابة عن (علماء الشام) يفتي النساء بحل ذلك، مستشهدا بحديث (حول قلة الرجال وكثرة النساء في آخر الزمان)، رغم أنه ليس فيه ما يدل على جواز أن تبيع المسلمة الحرة (نفسها) لأحد!!”|
و أضافت :” من هو هذا المتحدث؟ وما الذي يؤهله ليتحدث نيابة عن علماء الشام؟ وأين علماء الشام الذين نسب إليهم تلك الفتوى المخزية عن تكذيبه ونفي ادعائه؟!إن تناولي الحديث عن هذا الفيديو ليس لنقد هذا الدعي، وليس لمناهضة كلامه وتفنيده، فهو ــ كما أراه ــ أهون من أن يستحق التعليق عليه والحديث عنه، ولكني أتناوله لما له من أثر بالغ الإساءة للمسلمين ودينهم لدى العالم غير المسلم، فمن المتوقع أن هذا الفيديو ستتلقفه الفضائيات ووسائل الاتصال الإلكترونية، لتطير به ذرات الفضاء، فتجعل من المسلمين أضحوكة الأمم عندما يقال إن علماء المسلمين يعرضون نساءهم في سوق النخاسة مفتين بحل بيعهن من أجل لقمة العيش؟!إن العرب اعتادت قول: (تموت الحرة ولا تأكل بثدييها)، فهم يرون الفرق بين الحرة والأمة في صون الكرامة، وهؤلاء الجهال يحثون الحرائر على بيع كرامتهن وعزتهن ليصرن إماء!!”.
و استطردت المانع :” هذه الفتوى المسيئة للدين ليست الأولى، فقد صدر قبلها فتاوى مماثلة في تشويه موقف الإسلام من المرأة، وهي تثير أمامنا قضية مهمة تتمثل في كيف يمكن لنا حماية الدين من تعديات أمثال هؤلاء الأوباش؟إن الإساءة إلى الإسلام من أشخاص غير مسلمين أهون كثيرا من الإساءة من مسلمين يدعون أنهم يتحدثون بلسان علمائهم، فالعلماء يؤخذ قولهم على أنه ممثل لتعاليم الإسلام، ومتى كان قولا مخزيا كهذا القول فإن المصاب يكون جللا!!وهذا الفيديو لا يكفي فيه أن يصادر، وإنما يجب القبض على صاحبه ومحاكمته، بعد أن أباح لنفسه التحدث باسم علماء الشام، الذين أربأ بهم عن مثل هذا القول. لكن القبض عليه قد يكون متعذرا إن كان سوري الجنسية، فسوريا حاليا تعيش في عالم من الفوضى والتسيب لا يظن معه أن فيها جهة قادرة على القيام بذلك. إلا أن هذا لا يعني أن يمر الأمر بلا محاسبة وفيه ما فيه من تشويه مهين للإسلام.وأظن أن من مسؤولية رابطة العالم الإسلامي معالجة هذه القضايا، فهي تمثل الدول الإسلامية، وبإمكانها أن تكون أكثر إيجابية في مكافحة مثل هذه التعديات، فتعمل على تأسيس محكمة للعالم الإسلامي، على غرار المحكمة الدولية، تكون من مهامها تولي القضايا التي تسيء إلى الإسلام، وتكون لها صلاحية القبض على المتعدين على الدين ومحاكمتهم وتأديبهم”.
Powered by WPeMatico
لا دلائل