دفع تزايد استخدام شريحة وسعة من الشباب السعودي للإنجليزية في حديثهم موقع “Arab News” إلى طرح تساؤل حول ما إذا كان ذلك الاتجاه يشكل تهديدا للهوية العربية والسعودية من عدمه، واتفق البعض على أن هذا النهج ينطوي على خطر اندثار الهوية، فيما رأى آخرون انه اتجاه صحي.
وذكرالموقع في تقرير ترجمته “عاجل” أن اللغة الإنجليزية تحظى برواج هذه الأيام، نظرًا لأهميتها كشرط للحصول على أغلب الوظائف.
ورصد الموقع اتجاهًا متزايدًا بين الشباب في الأوساط الاجتماعية لاستخدام كلمات انجليزية بدلًا من العربية، حيث استبدل البعض تحية الإسلام “السلام عليكم” بكلمة “Hello” التي تعني بالعربية مرحبًا، وكذا “Good morning” التي تعني صباح الخير.
من جهته قال الطالب علاء سيد، 21 عامًا: “عائلتي كثيرا ما تنتقدني إذا تحدثت بالإنجليزية لأننا في السعودية”.
وتابع: ” أتكلم الإنجليزية مع أصدقائي لتحسين طلاقة اللغة لدي، فالعديد من أصدقائي الذين يعملون أخبروني أن تحدث الانجليزية في العمل إشارة إلى أن الشخص محترف ويتمتع بالمهنية”.
أما رامي راشد، الموظف في شركة قطاع خاص ويتحدث الإنجليزية بطلاقة، فقد أوضح أنه يستخدم الانجليزية فقط إذا كان يتواصل مع غير الناطقين بالعربية، وانتقد أولئك الذين يتحدثون الإنجليزية مع الناطقين بالعربية.
وقال “راشد”: “أشعر بالاشمئزاز عندما يحدثني أحد زملائي السعوديين أو العرب باللغة الإنجليزية، أجد هؤلاء الناس غير واثقين في أنفسهم ويقومون بالاستعراض والتصنع.. لا أفهم لماذا نحن بحاجة إلى التحدث بالإنجليزية ونحن يمكننا التواصل باللغة العربية، لغة القرآن”.
كما أوضح أن أولئك الذين يقولون إن النطق بالإنجليزية يجعل الشخص أكثر مهنية مخطئون، لأن ما يحدد مهنية الشخص من عدمه عمله، وليس لغته.
ولكن سلمى، البالغة من العمر 26 عامًا وموظفة في إحدى المصارف، كان لها رأي مختلف، إذ رأت أن الانجليزية هي الوسيلة المفيدة والوحيدة التي تسمح لها بالتواصل مع بقية دول العالم. وقالت، وهي حاصلة على شهادة من الخارج، إنها لا تجد حرجًا في استخدام الانجليزية مع صديقاتها السعوديات علنًا على مراى ومسمع من الناس.
وأشارت سلمي إلى أن الذين يرون مشكلة في التحدث بالإنجليزية يبالغون في رد فعلهم، مضيفةً أن الإنجليزية هي اللغة الرئيسة في العالم، واللغة الثانية في المملكة، ومعظم الشركات الكبيرة في المملكة تستخدمها كوسيلة للتواصل.
في السياق ذاته، ذكرت خديجة التي تعمل موظفة في قسم خدمة العملاء بإحدى الشركات المحلية أنها تتحدث الانجليزية مع العملاء، لأن مديرها أخبرها أن موظفي خدمة العملاء لابد أن يتواصلوا بالإنجليزية مع الزبائن حتى تظهر الشركة أكثر مهنية.
كذلك أعربت سمر الزهراني، التي تعمل مدرسة لللغة العربية في جدة، عن قلقها إزاء ما يمكن أن يحدث في نهاية المطاف إلى العربية، وقالت إن تجاهل لغة الضاد يضعفها في المستقبل.
كما لفتت “الزهراني” إلى أنها لاحظت الكثير من الأخطاء الإملائية في المدارس الثانوية وفي المستوى الجامعي أيضًا، مضيفةً أن هذا أصبح أمرا عاديا، كذلك عندما نجد جمل غير صحيحة في الإعلانات، لأن الناس يتجاهلون اللغة.
وخلص التقرير إلى نتيجة أجملها في عنوانه الذي جاء في شكل توصية للشباب السعودي بإتقان اللغة الانجليزية ولكن دون فقدان الهوية العربية.
Powered by WPeMatico
لا دلائل