وفى المقابل لم يجرؤ القاتل على النظر بوجهها، ولا التفوه بكلمة واحدة للدفاع عن نفسه أمام ما قامت به الأم المكلومة، في فيديو بثته القناة التي كانت تعمل فيها الصحفية العراقية.
وقالت الأم بصوت حزين وهي تضع يدها على كتف المتهم “لقد حملت ذنبها، لكنك زففت ابنتي عروسا إلى الجنة فهنيئا لها الجنة”، وقامت بتقبيله من رأسه.
وتابعت “يا ولدي، أنت جاهل أمي لا تعرف القراءة والكتابة وابنتي تتحدث لغتين”.
وانتقلت الأم المفجوعة بابنتها، إلى غرفة نومها وهي تقلب حاجياتها التي كانت بحوزتها أثناء مقتلها ورفعت كتابا عنوانه “المدخل إلى حقوق الإنسان” وهو مخضب بالدماء، لتقول بصوت خافت “هذا الكتاب استعارته من صديقتها، لن أمسح دمها عنه حتى يبقى ذكرى”.
وأضافت “هل يقبل الله أن تقتل هذه الطفلة الحلوة؟ كانت من قدر حبها للدراسة تحتضن كتبها وهي ميتة، تخلت عن حياتها ولم تتخل عن كتبها”.
ثم تناولت الوالدة أسئلة امتحان كانت قد خاضته نورس النعيمي في يوم مقتلها في الجامعة وصورا ورسومات قامت الضحية برسمها، وهي تقول “ابنتي فنانة فهي تجيد الرسم وقد رسمت شقيقها الصغير وهو مبتسم”.
وتابعت وهي تقلب ملابس ابنتها التي كانت ترتديها يوم الحادث وهي مخضبة بالدماء “كانت إنسانة ناجحة بكل معنى الكلمة، فهي ناجحة في العمل والدراسة. طلبت مني أن تضع شهاداتها ضمن إطار، حتى الدكتوراة التي كانت تنوي الحصول عليها”.
وكان مسلحون اغتالوا قبل أسبوع نورس النعيمي وهي من مواليد العام 1994، قرب منزلها في مدينة الموصل التي تشهد تزايدا كبيرا في أعمال العنف، في حلقة جديدة من مسلسل استهداف الصحفيين في البلاد حيث قتل سبعة منهم على مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة.
Powered by WPeMatico
لا دلائل