مدينة نصر.. من حي قاهري راقٍ إلى "ساحة معارك"

| غير مصنف | 28 ديسمبر, 2013

mansor-logo
تحوَّل مؤخرًا حي مدينة نصر – أحد أكبر أحياء شرق القاهرة مساحة، ذلك الحي الراقي والهادئ، الذي تأسّس عقب ثورة 23 يوليو 1952 بقرار من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر – إلى “ساحة معركة” تشمل تفجيرات واغتيالات واعتصامات ومظاهرات.

ذاع صيت ذلك الحي محليًّا ودوليًّا بعد إعلان أنصار الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، في 28 يونيو الماضي الاعتصام في ميدان “رابعة العدوية”،  أبرز ميادين وشوارع مدينة نصر.

 

لكن الزخم الإعلامي حول مدينة نصر لا يزال مستمرًا، حتى بعد فض قوات الأمن المصرية للاعتصام في 14 أغسطس الماضي، مخلفًا وراءه مئات القتلى والمصابين، بحسب بيانات رسمية لوزارة الصحة المصرية، وآلاف القتلى والجرحى، بحسب تصريحات “التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب”، المؤيد لمرسي.

 

فمنذ 14 أغسطس الماضي تحوّلت شوارع هذا الحي الهادئ الذي يرتاده أبناء الطبقات الأرستقراطية إلى ثكنات عسكرية، وملاحقات أمنية أسفرت عن القبض علي عدد من قادة الإخوان وفي مقدمتهم محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، حيث تتهمهم السلطة الحاكمة، بالضلوع في التحريض على ارتكاب جرائم جنائية.

 

وبعد أيام من القبض على بديع، ألقت أجهزة الأمن القبض على أحمد عارف، وجهاد الحداد، المتحدثان باسم جماعة الإخوان، أثناء وجودهما بشقة سكنية في مدينة نصر، وبرفقتها كل من حسام أبو بكر، محافظ القليوبية (شمال) السابق، ومحمود أبو زيد، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين.

 

 وبعد “رابعة العدوية” أصبح “نور خطاب” بوسط مدينة نصر هو المسجد الذي تنطلق منه مسيرات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، والتي شهدت إحداها سقوط طالب الهندسة “بلال جابر” قتيلا، لتشيّع جنازته من مسجد “الإيمان”، بمدينة نصر، واتهم أنصار مرسي الأجهزة الأمنية بقتله، لكن الأخيرة نفت.

 

 وما إن بدأ العام الدراسي بالجامعات المصرية، اتجهت الأنظار مرة أخرى إلى مدينة نصر حيث جامعة الأزهر، شرق، التي لم تهدأ انتفاضة الطلاب المؤيدين لمرسي بها منذ بدء الدراسة في سبتمبر الماضي ضد قوات الأمن، مطالبين بعودة الشرعية ممثلة في مرسي، وإعادة دستور 2012 المعطل ووقف القمع الأمني للمتظاهرين.

 

وبخلاف اعتصام “رابعة” المنفض، والمظاهرات – التي مازالت مستمرة، تحوّلت مدينة نصر إلى ساحة لعمليتي اغتيال، نجحت إحداهما يوم 17 نوفمبر، في تصفية المقدم محمد مبروك، الضابط بجهاز الأمن الوطني، بـ7 رصاصات في الرأس والرقبة والصدر أمام منزله بمدينة نصر، وفرّ الجناة – الذين لم يعلن عن هويتهم حتى الآن – هاربين.

 محاولة الاغتيال الثانية، شهدتها أرض مدينة نصر يوم 5 سبتمبر الماضي، حيث استهدفت سيارة مفخخة موكب وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، الذي لم يصب بأذى، فيما سقط قتيل، وعدد من الجرحى، منهم طفل تعرّضت إحدى قدميه للبتر”.

وبعد 4 أيام من المحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية المصري، أعلنت جماعة “أنصار بيت المقدس”، وهي جماعة مسلحة في منطقة شبه جزيرة سيناء (شمال شرق)، وتحسب فكريا على تنظيم القاعدة، مسؤوليتها عن العملية.

 

كما شهد الحي الراقي أيضا انفجار عبوة ناسفة، محلية الصنع، بجوار مدرسة الرضوان، في الـ17 من ديسمبر دون وقوع إصابات بشرية، بحسب مصدر أمني، أعقبه الخميس الماضي انفجار قنبلة بدائية الصنع قرب حافلة للنقل العام، بشارع مواجه لجامعة الأزهر، فرع البنات، أسفر عن إصابة 5 أشخاص، أحدهما في حالة “حرجة”، بحسب وزارة الداخلية ومصادر طبية.

 

وفي حديث لوكالة “الأناضول”، قالت هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها، شمال مصر، “المشهد السياسي المرتبك، والساخن في نفس الوقت، هو الذي يفرض نفسه على الأحداث التي يشهدها حي مدينة نصر”، مستبعدة أن يكون سبب تحول الحي إلى بؤرة ساخنة للأحداث السياسية هو “تغيير في التركيبة الاجتماعية لسكان الحي الراقي”، لافتة إلى أن “رابعة العدوية قبل الفض كانت مركزًا رئيسيًا لأغلب مظاهرات ومسيرات الرئيس المعزول المناهضة للسلطة الحالية”.

 

 

Powered by WPeMatico

لا دلائل

  

اترك تعليقاً