سعيدة شرف، الفنانة القادمة من أغراد الصحراء، الصوت القوي الذي استمد قوته من قوة الصحراء ونعومة رمالها ودفء ترابها. برزت بقوة وبشكل كبير، رغم المدة الزمنية القصيرة التي ظهرت فيها، إلا أنها استطاعت أن تثبت أنها قادرة على أن تكون في الصفوف الأمامية. تغني كل الألوان، صوتها بدوي أصيل، طاوعها لكي تغني جبلي وحساني، وحتى أجنبي. التقت مجلتكم الفنانة سعيدة شرف، وأجرينا معها هذا الحوار، الذي تحدثت فيه بصراحة وبعفوية كعادتها دائما. حوار صاحبته الطبلة والشاي الصحراوي، وهو الشيء الذي تتقنه فنانتنا إتقانا جيدا أيضا.
> بداية أي وصفة اعتمدتيها لإنقاص وزنك؟
أنا من عادتي لا أكذب على جمهوري. قمت بعملية جراحية لمعدتي على شكل خاتم للمعدة، طبعا بالإضافة إلى الريجيم والرياضة.
> ولماذا هذا الإصرار منك على خفض الوزن، نعرف أن المجتمع الصحراوي لا يحب النحافة؟
نعم، ولكن بالنسبة لي الأمر يختلف، أولا لأن زوجي يحب أن يراني دائما رشيقة، ولا يحب السمنة الزائدة، وثانيا عملي يفرض علي ألا أكون سمينة، خصوصا وأنني زدت كثيرا في الوزن بعد ولادة ابني. ولذلك قررت أن أجري العملية، والآن لازلت أصر على أن أنقص وزني أكثر، لكي تكون حركتي خفيفة.
> أنت ضد العمليات التجميلية، هل لازلت على رأيك؟
الإسبان عندهم مثال يقول: “لا تقل مرة إنك لا يمكن أن تشرب من هذا الكأس”، أنا الآن أقول أنا ضد عمليات التجميل، خصوصا منها الذي يشوه الشكل، تعجبني الطريقة التي قامت بها الفنانة نجوى كرم، لم تكن سيئة، ولكن هناك البعض من الفنانات من تشوه نفسها بدون داع. لا أعرف لماذا تصر البعض منهن على تشويه أنفسهن، رغم أنهن لسن في حاجة لعمليات تجميلية، يمكن مع مرور الوقت أن أغير رأيي، ولكن ليس مثلا عمليات شد الوجه أو ما شابه. لا أظن،أنا قمت بعملية جراحية لمعدتي، لأنني شعرت أنني أصبحت أعيش السمنة، وهذا مرض، لذلك أسرعت لتدارك الأمر.
> على المستوى الفني، هل تشعرين أنك حققت ما كنت تتمنيه؟
في ظرف وجيز، أي منذ سبع سنوات، و»لالة فاطمة» كانت مواكبة لي دائما، أشعر أنني حققت إلى حد بعيد نجاحا جيدا، ولازلت طبعا أطمح لمزيد من النجاح والتألق.
> زوجك يقول إنك ربة بيت ممتازة، كيف تستطيعين الجمع بين بيتك وتألقك الفني؟
سأقول لك شيئا، نحن النساء الصحراويات معروف عنا أننا مثل ما نقول بالحسانية –تفكرشات- يعني لا نحب أن نجلس بدون فعل شيء، وهذا يظهر بوضوح لمن يتعرف على المجتمع الصحراوي، حيث تجد المرأة رغم انشغالها في البيت، إلا أنه لا بد أن تكون لها مهنة أخرى، حتى لو كانت التجارة وتمارسها في بيتها، بالإضافة إلى صنع الخيان إلى غير ذلك، والمرأة الصحراوية عملية جدا، ولذلك اكتسبت هذا التحدي من طبيعتي الصحراوية، وتعلمت ألا أفرط في أمر على حساب أمر آخر.
> ألم يكن لزواجك من خارج قبيلتك مشكلة؟
أنا شخصيتي قوية منذ صغري، مادمت مقتنعة بشيء أقوم به، وليس فيه تعدي على الآخر، فأنا أقوم به بسرعة وبدون تردد نهائيا، لأن الأمر في الأخير يعود لي بالدرجة الأولى، كل ما أقتنع به أقوم به.
> ما الذي أضافه مجيء ابنك آدم لحياتك؟
غير حياتي كلها، وعوضني عن فقدان والدتي ووالدي، لأنه صعب أن تفقد الأب والأم، ابني هو الشيء الوحيد الذي أرى فيه الحياة، ويمنحني الطاقة من أجل العيش، بالإضافة إلى زوجي طبعا.
> ماهو اللون الغنائي الذي ترتاحين للغناء فيه؟
أنا أحب كل الألوان، وأحب كثيرا أن أطور الأغاني الحسانية، لكي تكون في متناول جميع المستمعين، للتجاوب معها ومعرفة معانيها، وأحاول أن أصل بالأغنية الحسانية للعالمية، لم لا، لأنها فعلا أغنية تستحق الانتشار، على اعتبار أنها لغة عربية جميلة، وبها معاني رائعة.
> هل هناك تعاون مشترك مع فنانين عرب؟
على الصعيد العربي سيكون هناك تعاون، ولكن مع شركة، وليس مع أشخاص، إلى حد الآن سأوقع شراكة مع مؤسسة فنية كبيرة قريبا إن شاء الله، وستكون المرة الأولى التي سترون فيها الملحفة في فيديو كليب عربي.
> هل ممكن أن تقولي الخبر لـ”لالة فاطمة»؟
شركة روتانا.
> كيف تم ذلك؟
كان لي لقاء مع الأستاذ سالم الهندي في مدينة الجديدة، واتفقنا على أن يكون هناك تعاون بيننا.
> هل هو احتكار؟
على الصعيد الخارجي فقط، ولكن داخل بلدي لا.
> هل عندك تعاون مع بعض الفنانات الصحراويات؟
أنا أكن لكل زميلاتي الاحترام، ولكن لا وجود لتواصل دائم بيننا، بحكم الانشغالات الكثيرة، والآن بحكم الشركة الجديدة أصبحت مشغولة جدا، على اعتبار أن شركتي هي الأخرى تنظم سهرات وحفلات.
> هل هي مفتوحة أمام كل الفنانين المغاربة؟
بالتأكيد هي مفتوحة أمام كل الزملاء، وفعلا اشتغل معي فنانون كبار من فرنسا وبلجيكا وداخل المغرب، وأشتغل على مهرجانات وطنية الآن.
> ماهو جديدك الفني؟
أشتغل الآن على فيديو كليب، لأول مرة سيرى المغاربة رقصتي الكدرة والشرعة فيه، وللإشارة هاتان الرقصتان صحراويتان، والكدرة هي من التراث الحساني، خاصة بجهة كلميم، وذلك بطريقة جديدة وخفيفة سيتجاوب الشباب معها بشكل إيجابي بدون شك.
> ماهي هواياتك؟
أحب الشعر وأكتبه، وأتذوقه، الشعر العمودي طبعا، على اعتبار أنني مجازة في علم العروض، وأحب الرسم كثيرا.
> هل أنت طباخة جيدة؟
جيدة جدا، ولهذا كان وزني زائدا جدا- تضحك-.
> هل تطبخين أكلات صحراوية؟
كثيرة، أطبخ مارو والحوت وتيدكيت ولودك، وعواصر تاجماخت وبيسام ونبلغم.
> أكلتك المفضلة؟
الأكلة الصحراوية المشهورة الأرز والحوت.
> هل أنت من متتبعات الموضة؟
أنا أحب الموضة في الألوان، والآن عندما فقدت الوزن أستطيع أن أرتدي كل ما يحلو لي، بالنسبة للملاحف أتبع الموضة فيها بشكل كبير.
> هل يمكن أن تغني بدون ملحفة؟
لا أبدا، هذا الأمر غير مطروح تماما، وأنا الآن بصدد تطويرها بأشكال مختلفة، ولكن لا يمكنني التخلي عنها، وسأفاجئ جمهوري بالتطور الذي سأحدثه للملحفة، وسيكون ذلك على صفحات مجلتكم.
> ألا تفكرين بأن تطرحي في الأسواق ملحفة باسمك؟
أكيد ستكون ملاحف خاصة بي، وملاحف لكحال بشكل جيد جدا، وملاحف الأعراس، سأقوم برسم رسومات خاصة، وسأغير الملحفة، لأعطيها نفسا جيدا، وأقوم بتصنيع ملاحف للشابات تلبس مع جينز.
> لمن تهدي هذه الأزهار؟
بيضاء: أهديها لحماتي
حمراء: لزوجي
صفراء: لطنجة لأنني أغار منها لأن زوجي دائم الإقامة بها بحكم عمله.
وردة بنفسجية: للمياء صديقتي
> مثلك الأعلى؟
وديع الصافي.
> لمن تستمعين؟
أم كلثوم، ووردة.
> من من المطربين المغاربة تستمعين إليه ويطربك؟
أسماء لمنور.
> أصدقاؤك في الوسط الفني؟
عائشة تشنويت، نبيل الخالدي، ماكسيم كاروتشي، غاني، فليفلة، نعيمة بوحمالة، سعاد صابر، ونعمان لحلو.
> هل تؤمنين بمقولة «خوك في الحرفة عدوك»؟
أنا بعيدة كل البعد عن الإيمان بهذه المقولة، مادمت أحبك فالأمر بالنسبة لي منتهي تماما، حتى لو كنا في نفس المجال، أحيانا يأتيني شغل مهم، وإذا كنت مشغولة ممكن أن أمرره لزميلة أخرى.
> هل تحتفلين بعيد الحب مع زوجك؟
أكيد نحتفل به دائما، وأتلقى فيه هدية من زوجي.
> ماذا تقولين له في هذه المناسبة؟
أقول له إنني أحبه كثيرا، وأنه أحلى شيء دخل حياتي.
> هل لايزال يتذكر عيد ميلادك؟
أكيد، وأنا أيضا أتذكر عيد ميلاده.
> ماهي آخر هدية تلقيتها منه؟
هدية عيد ميلادي، وهي عبارة عن حقيبة يد رائعة.
> أهم صفة تحبينها في زوجك؟
متسامح وقلبه كبير.
> هل هو سي السيد؟
هو شخصيته قوية، لأنني لا أريد رجلا أحكمه، أريد رجلا أقوى مني شخصية، وحصلت عليه، فأنا أتمتع بشخصية قوية، ووجدت هذه الصفة في رشيد.
Powered by WPeMatico
لا دلائل