اعتذارية من عبده خال للطفلة لمى الروقي : هذا مازرعنا وهذا ما نحصد !

| غير مصنف | 6 يناير, 2014

mansor-logo
رأي الروائي السعودي عبده خال أن سقوط الطفلة لمى الروقي في بئر بوادي الأسمر في محافظة حقل كشف عجز المجتمع السعودي عن مواجهة  الحوادث الطارئة.

 وقال :” اليوم السابع عشر لسقوطها ولازال العجز قائما في عدم الوصول إلى جثتها بالرغم من التصريحات الإعلامية بأن أكثر من ثماني عشرة جهة تشارك في عملية حفر البئر الموازي أو في عملية انتشال الجثة، وإذا كانت حادثة سقوط فردية استدعت كل هذا الجهد وكل هذه الفرق، فكيف سيكون حالنا في مواجهة الأخطار الأكبر سواء كانت طبيعية أو حوادث”.

وتابع خال في مقالته اليوم بصحيفة ” عكاظ” :” سقوط الطفلة لمى أعاد لنا أيضا الدعوات والمناشدات التي تتقافز مع كل كارثة تحدث بوجوب الاهتمام، والمطالبة بالاهتمام تكون من جنس الحدث الذي نكون في مواجهته، فمع حريق المدارس ننادي بالاهتمام بوسائل السلامة ومع السيول نطالب بالاهتمام بتصريفها وإيجاد الحلول للمنازل القابعة في بطون الأودية ومع التهجم على المدارس نطالب بضرورة إيجاد حراسات أمنية خاصة.. والحوادث التي تعبرنا تؤكد أن المناشدة والتصريحات جميعها تنسى حتى تحل بنا حادثة تذكرنا بما كنا نطالب وإن كانت حادثة جديدة علينا نعاود شحذ هممنا للمطالبة بالاهتمام، ونلحظ الآن أن جميع الجهات تطالب بردم الآبار أو التبليغ عن وجودها بينما كان خطر البئر التي ابتلعت الطفلة لمى منتظرة فريستها منذ ثماني سنوات من غير أن تردم حتى من الجهة التي اعترضت على حفرها.!”.

وأضاف :” آخر الأخبار وبعد مضي سبعة عشر يوما على سقوط الطفلة يقرر الدفاع المدني الاستعانة بحفار لشركة أرامكوا من أجل شفط التربة، والباكي في هذه الاستعانة أن الجهاز الحفار ينتظر وصوله من المنطقة الشرقية خلال الأسبوع الجاري.. أي أننا لازلنا في طور انتظار انتشال لمى لأيام قادمة لا نعرف كم هي (في يوم.. في شهر..)” .

و استطرد :” سبعة عشر يوما لم تكشف استعداداتنا لمواجهة الأخطار فحسب بل كشفت ثقافتنا أيضا، فقد انبرى بعض أدعياء المعرفة لترويج أن الجن قاموا باختطاف الطفلة لمى وأنها لم تسقط في البئر، وتناقل الناس تفسيرا لأحد المشايخ (هكذا أطلقوا عليه شيخ) بأن الطفلة لمى لاتوجد داخل البئر بل هي موجودة شرق حظيرة أغنام، وهذا الشيخ مفسر أحلام، ومن يشاهد مقطع اليوتيوب الذي يتحدث فيه هذا المفسر يجزم بأن ثقافة البعض عارية من أي معرفة يمكن لها أن تدفع بالمجتمع للأمام”.

وختم :” في أحيان تضرب كفا بكف على نوعية بعض الناس سواء تواجدوا في المرافق الخدمية أو الدعوية أو العلمية أو الرياضية أو أو أو.. وتتأسف بأن كل طفراتنا الاقتصادية الضخمة لم تهتم ببناء الإنسان أولا قبل أي شيء آخر، وهذا ما زرعنا وهذا ما نحصد” .

Powered by WPeMatico

لا دلائل

  

اترك تعليقاً