شيماء – مجلة حواء

 

 تموج شبكة الإنترنت بالكثير من المواقع التي تُشكل خطورة على الأطفال، مثل المواقع الإباحية أو مشاهد العنف أو ما يُعرف باسم “المهاجمة الإلكترونية”. وتوجد باقة متنوعة من برامج التصفية التي توفر حماية للأطفال أثناء تصفح الإنترنت، بالإضافة إلى وظائف حماية الأطفال في أنظمة التشغيل. غير أن هذه الوسائل التقنية لا توفر حماية مطلقة للأطفال.
لذا، ينصح الخبراء الآباء بمرافقة أطفالهم في أولى خطواتهم في عالم الإنترنت. ويقولون إن «هناك مجموعة من برامج الحماية تُسمى بـ”برامج التصفية”، تقوم على فكرة القوائم البيضاء والقوائم السوداء». وأوضحوا أن برامج «القائمة البيضاء» تسمح بالوصول إلى المواقع الإلكترونية التي قام الخبراء بتصنيفها على أنها مناسبة للأطفال، في حين يتم حظر الوصول إلى جميع مواقع “الواب” الأخرى، وبالتالي يتحرك الطفل في نظام محمي.
وغالباً ما يتمكن الآباء من توسيع القائمة البيضاء من خلال إتاحة الوصول إلى بعض الصفحات الإلكترونية المختارة، مثل المواقع الإخبارية.
وتقول “كيميل”: “إن أنظمة القائمة البيضاء تناسب الأطفال حتى عمر ‬10 سنوات. أما مع الأطفال الأكبر سناً، فإن الموضوع محل جدل ومناقشة، لأنهم يضطرون إلى الحصول على إذن مع كل صفحة يرغبون في زيارتها”. في حين أن أنظمة القائمة السوداء تعتبر هي الأكثر ملائمة للأطفال الأكبر سناً، حيث يمكنهم بشكل أساسي استدعاء جميع المواقع الإلكترونية، باستثناء الصفحات التي تشتمل على محتويات إباحية أو مشاهد عنف، ويتم حظر الوصول إلى مثل هذه المواقع.
ويقول أخصائي الكمبيوتر “أكسيل كوسيل”: «نظراً لكثرة المواقع الإلكترونية، فإن أنظمة التصفية هذه لا توفر حماية مطلقة للأطفال. علاوة على أنه يتم إضافة مئات الصفحات الإلكترونية الجديدة كل يوم». وهنا، يتعين على الآباء التشاور مع الأبناء بشأن ضرورة مراقبة سجل مواقع الإنترنت التي يتم زيارتها. وغالباً ما تجمع برامج أمان الأطفال ما بين نظامي التصفية أو أنها تتيح إمكانية التحويل من القائمة البيضاء إلى “القائمة السوداء” أو العكس.
بالإضافة إلى أنها تعمل في أغلب الأحيان عن طريق أنظمة الحظر الأوتوماتيكية، التي تقوم بحظر المواقع الإلكترونية التي تشتمل على الكلمات الممنوعة التي تشير إلى المحتويات غير المناسبة، لكنها لا توجد في القائمة. وأوضح الخبير الألماني “كوسيل” أن الشباب الأكثر خبرة في تصفح الإنترنت يمكنهم من الناحية النظرية تشغيل جهاز الكمبيوتر بواسطة نظام تشغيل خارجي مخزن على وحدة تخزين USB أو أسطوانة DV، وبالتالي يتم تجنب وظيفة التصفية.
ولكن الآباء يمكنهم منع هذه الحيلة في نظام إدارة مكونات جهاز الكمبيوتر “نظام الإدخال والإخراج الأساسي”، وتقول “كريستين لانغير”، من مبادرة “راقب ما يفعله طفلك بالميديا”، بالعاصمة الألمانية، برلين، «يمكن لبرامج التصفية أن تساعد الآباء من الناحية التقنية، إلا أن التربية عن طريق وسائل الإعلام لا يمكنها أن تحل محل دور الآباء على الإطلاق».
ولذلك من الأمور المهمة مرافقة الآباء لأطفالهم أثناء تصفح الإنترنت لتوضيح العلاقات بين الموضوعات وتحذيرهم من المخاطر، ومساعدتهم على حل المشكلات التي قد تظهر.
وأشارت الخبيرة الألمانية إلى أن الأعداد الهائلة لمواقع الأطفال على الإنترنت يمكن أن تثقل كاهل الطفل بسهولة، لذلك ينبغي على الآباء تحديد الصفحات الجيدة بمشاركة أطفالهم، وبعد ذلك يمكن زيادة هذه المواقع تدريجياً أو إنشاء قائمة سوداء للمواقع غير المناسبة أو تحديد فترة زمنية معينة لتصفح الإنترنت

Powered by WPeMatico