وذكرت الصحيفة الأمريكية في تقرير ترجمته “عاجل”، أن الإثيوبيين الذين هاجروا إلى المملكة كانوا يطمحون إلى التمتع بالاستقلال وإعالة أسرهم والتمتع بحياة أفضل.
وحاورت الصحيفة إثيوبيًا يُدعى محمد جمال، قال إنه مثل غيره من بني جلدته، غادر إثيوبيا منذ عامين ودخل السعودية بطريقة غير مشروعة، بعد أن سلك طرقًا عبر جيبوتي واليمن، وعمل حارسًا وموظف استقبال لدى وصوله.
وأوضح “جمال”، الذي تم ترحيله ضمن مليون شخص مؤخرًا، إنه بالرغم من التحديات التي واجهها، إلا أن الأموال التي كان يتكسبها استحقت العناء.
كانت المنظمة الدولية للهجرة أعلنت الشهر الماضي أن اثيوبيا استقبلت نحو 150 الفا من مواطنيها الذين يعيشون خلافا للقانون في السعودية، في وقت يواصل آلاف آخرون العودة كل يوم، في أكبر عملية إجلاء عن طريق الجو في التاريخ الحديث. ونوهت الصحيفة إلى أن جمال ينتمي لمدينة ليجواما الإثيوبية التي يدين سكانها بالإسلام، فيما يدين أغلب الإثيوبيين بالمسيحية، وهي المدينة التي عاد إليها 5 آلاف شاب من السعودية مؤخرًا.
ولفت تقرير الصحيفة إلى أن العديد من الأشياء في مدينة ليجواما تم بناؤها بواسطة المال الذي كان أبناؤها وبناتها يرسلونه من المملكة، بداية من المنازل والمحلات التجارية وأربعة مساجد حتى المدرسة التي تم تشييدها، بالإضافة إلى جمع الأهالي أموالا لشراء سيارة إسعاف ولكن لا يعرف مصير المشروع بعد.
وبدت والدة الإثيوبي وتدعى زمزم عمر، غير قلقة بشأن مستقبل ولدها كما ساور القلق والده، حيث أوضحت أن المال الذي كان بحوزة ابنها لم يبعده عن القلق يومًا.
وأوضحت أنها عملت بالسعودية قبل أن يسافر إليها ابنها، حيث ذهبت لقضاء مناسك الحج وبقيت في مكة، مقيمة بطريقة غير شرعية، حيث عملت كخادمة ولكنها عادت إلى إثيوبيا، حينما أخبرها زوجها بأنه لن يستطيع تربية أبنائهما بمفرده.
كما أضافت الأم الإثيوبية أنها عاشت بعض قصص الرعب مثل كثير من الإثيوبيين، وأنها في بعض الأحيان لم تحصل على الغذاء، وأحيانا كان يتم حبسها، فيما قال ولدها إنه كان يتعرض للإهانة، وقال غيرهم من المهاجرين إنهم تعرضوا للضرب وغالبا ما كانوا لا يحصلون على أجورهم، بالإضافة إلى مزاعم بتعرض نساء إثيوبيات لانتهاك حرماتهم وسقوط ثلاثة إثيوبيين قتلى في اشتباكات مع الشرطة السعودية.
وبرغم تلك الحكايات، ورد بالتقرير أن الحكومة الاثيوبية أعلنت أن العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع المملكة ستظل دون تغيير.
وبحسب التقرير، فإن السعودية واحدة من أكبر الدول المستثمرة في إثيوبيا، إلى جانب الصين وتركيا والهند، ووفقا للحكومة الإثيوبية تصل قيمة استثمارات رجال الأعمال السعوديين في أثيوبيا إلى 369 مليون دولار أمريكي (بما يُعادل 1.4 مليار ريال سعودي).
وتقول الصحيفة الأمريكية إن العديد من الإثيوبيين لا يريدون مغادرة المملكة، فمتوسط ما كان يحصل عليه جمال في السعودية بلغ 780 دولارًا في الشهر، مقابل متوسط الدخل السنوي للفرد في إثيوبيا والبالغ 390 دولارًا، بحسب إحصاءات البنك الدولي.
Powered by WPeMatico
لا دلائل