فريدمان: مصر فى حاجة لحكومة تحقق أهداف ثورة 25 يناير

| غير مصنف | 21 أغسطس, 2013

mansor-logo

رأى الكاتب الأمريكى المخضرم ” توماس فريدمان” أن ما تحتاجه مصر حاليا هو تحديث حقيقى وحكومة شاملة، لتحقيق الأهداف التى قامت من أجلها ثورة الخامس والعشرين من يناير المصرية.

واعتبر فريدمان، فى مقاله الذى نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية اليوم الأربعاء، أن مصر باتت على مقربة من حافة الهاوية، لاسيما مع استمرار حالة الاضطرابات التى تشهدها البلاد.

ولفت فريدمان إلى أن المشهد الحالى فى مصر يثير القلق، فلا شيء يمكن أن يكون أسوأ من صور العديد من الضحايا والمصابين المدنيين، كما أن البلد يواجه بالفعل تحديات بيئية وسكانية هائلة، ومصر بالفعل فى حاجة ماسة للتنمية والإصلاح”.

وتساءل من الذى سيدفع فاتورة الخسائر البشرية والمادية التى تلحقها مصر بنفسها الآن، فبلايين الدولارات القادمة من دول الخليج لا يمكن أن تدعم بلدا تعداده 85 مليون شخص إلى أجل غير مسمى.

وأوضح فريدمان أن الأكثر إحباطا هوأن اختيارات القيادة الحالية غير مقنعة؛ فالمصريون الآن يختارون بين العسكرية التى يبدو أنها تريد أن تأخذ مصر إلى عام 1952، عندما قام الجيش بالاستيلاء على السلطة – وأودع الإخوان المسلمين فى السجون – والإخوان المسلمون، الذين يريدون أن يعودوا – على حد قول فريدمان- إلى عام 622، حيث كان مجتمعا مكافحا للتعددية، مناهضا للمرأة، تسيطر عليه الشريعة – كما لو أن هذا هو حل جميع المشاكل فى مصر.

وقارن فريدمان بين تجربة الديمقراطية فى العالم العربى وأوروبا الشرقية، التى كان لها تجربة مع الديمقراطية البرلمانية فى الفترة ما بين الحربين العالميتين، ولذلك عندما سقطت الشيوعية فى عام 1989، بمساعدة من الاتحاد الأوروبى، كان التحول للرأسمالية الديمقراطية سهلا.

وتابع قائلا ” وعلى جانب آخر، عاش الشرق آسيويون عقودا تحت حكام مستبدين، ولكن على عكس شعوب العالم العربي، معظمهم حداثيون، ركزوا على بناء البنية التحتية، والتعليم، وريادة الأعمال والاقتصاديات التى يقودها التصدير والتى أنتجت فى نهاية المطاف طبقات وسطى واسعة جدا انتزعت حريتها وتعليما بشكل سلمى نسبيا من الجنرالات.

وأردف يقول ” أما العالم العربى فليس لديه جذور الديمقراطية التى يمكن أن تزدهر بسرعة، ولم يكن لديهم ديكتاتوريات حداثية لتبنى طبقات وسطى متعلمة يمكن أن تسيطر تدريجيا، كما لم يكن لديهم الاتحاد الأوروبى ليكون بمثابة المغناطيس والنموذج” .

واشار فريدمان الى أنه عندما انكشف غطاء الديكتاتورية مع الربيع العربي، لم يكن هناك حركة تقدمية ذات قاعدة عريضة للمنافسة بفعالية نفس النظام القديم : العسكر والإخوان المسلمون، مؤكدا إدراكه لتحول العديد من المصريين ضد الإخوان، لقد كانوا يسرقون ثورتهم لحساب أجندتهم الخاصة،، إلا أنه رأى أن أفضل طريقة كان يمكن للجيش بها أن يبرر إسقاطه للإخوان هى أن يعين حكومة تضع مصر فعلا فى مسيرة طويلة للتحديث، وتنظيم المشاريع، ومحو الأمية للنساء وتضع سياسات توافقية وشاملة – حتى للإسلاميين – وليس أن يضع حكومة كأنها تسير فى مسيرة عسكرية بأمر الجنرالات”.

واختتم فريدمان مقاله بالقول “إن المصريين وأصدقاءهم فى الخارج يجرى استقطابهم حاليا، ويجب أن يتم تمكين مجلس الوزراء المعين من إنتاج الطريق الثالث – وهو تحديث حقيقى وحكومة شاملة، وهذا ما نادت به الثورة فى 2011″.

Powered by WPeMatico

لا دلائل

  

اترك تعليقاً