مراقبون: ترسانة «الكيماوي» فى سوريا «غامضة» وهي الأكبر في المنطقة

| غير مصنف | 21 أغسطس, 2013

mansor-logo

أعادت المجزرة التى اتهمت المعارضة السورية القوات النظامية بارتكابها فى ريف دمشق، الأربعاء، مخلفة آلاف القتلى والجرحى، قضية استخدام الأسلحة الكيماوية إلى الواجهة مرة أخرى، وذلك فى الوقت الذى يزور فيه فريق من مفتشى الأمم المتحدة العاصمة دمشق، للتحقيق فى الاتهامات باستخدام هذا النوع من الأسلحة فى النزاع المستمر لأكثر من عامين، وخلف أكثر من 100 ألف قتيل.

وأبلغ مسؤول الملف الطبى بالائتلاف الوطنى السورى المعارض، جواد أبوحطب، موقع «سكاى نيوز عربية» بأن هناك أدلة تشير إلى استخدام غاز الأعصاب «السارين» فى قصف الغوطة فى ريف دمشق، الاربعاء، مقدراً عدد الضحايا بنحو ألف قتيل وآلاف المصابين.

ويعد غاز «السارين» واحداً من أخطر أسلحة الحرب الكيماوية التى أنتجت على الإطلاق، وهو غاز لا لون له ولا رائحة، ويعد من الغازات شديدة السمية، ويتأثر الإنسان بهذا المركب الفسفورى عن طريق الاستنشاق أو الامتصاص عبر الجلد، ويمكن أن يؤدى ميلليجرام واحد من «السارين» إلى صعوبة فى التنفس وأزمة قلبية، في غضون دقائق.

وكان عالم كيميائى ألمانى قد طوّر الغاز، كمبيد حشرى، فى أواخر ثلاثينيات القرن الماضى، وتم إنتاجه كسلاح من أسلحة الحرب الكيماوية، خلال الحرب العالمية الثانية، رغم أنه لم يستخدم، واليوم تمتلك الكثير من جيوش العالم غاز «السارين»، لكن كل الاتفاقيات الدولية تتعامل مع استخدام الغاز السام، خلال النزاع المسلح، على أنه «جريمة حرب».

ويعتقد «معهد الدراسات الاستراتيجية»، فى لندن، أن سوريا أنتجت كميات كبيرة من الأسلحة الكيميائية، منذ سبعينيات القرن الماضى، من بينها «السارين والخردل وفى. إكس». ويُعتقد أن ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية هى الأكبر فى منطقة الشرق الأوسط، والرابعة على مستوى العالم، لكن تلك الترسانة مازالت موضع تكهنات، إذ إن المعلومات العامة عنها غير متوفرة.

وتقول محللة فى برنامج الحد من الانتشار ونزع الأسلحة فى المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية إن برنامج سوريا للأسلحة الكيميائية «أنشئ بهدف مجابهة البرنامج النووى الإسرائيلى»، وأوضحت أن الكثير من المعلومات جمع حول هذا البرنامج، بعد انشقاق بعض الضباط، لكنها «بعيدة كل البعد عن أن تكون كاملة».

وقالت إمي سميثسون، خبيرة الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية بمركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووى فى واشنطن، فى يونيو الماضى، إن «سوريا اعتمدت اعتماداً كبيراً على المساعدة الخارجية فى بداية برنامجها للأسلحة الكيماوية، لكن المفهوم الآن أن لديها قدرة محلية على إنتاج أسلحة كيماوية».

ولا تعلق سوريا عادة على أسلحتها الكيماوية، لكن النظام أقر للمرة الأولى، ضمنيًا، في 23 يوليو 2012 بأنه يملك أسلحة كيميائية، لكنه أكد أنه «لم يستعملها أبداً ضد شعبه»، مهدداً باستخدامها إذا حدث تدخل عسكري غربي.

ويتبادل النظام والمعارضة المسلحة التهم باستعمال أسلحة كيميائية فى النزاع الدائر، منذ سنتين، فى سوريا، إحدى الدول القليلة التى لم توقع معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، وبالتالى هى ليست عضواً فى المنظمة المكلفة بمراقبة تطبيق تلك المعاهدة.

وبينما تتهم بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة النظام السورى باللجوء إلى الأسلحة الكيميائية عدة مرات ضد المعارضة، أكدت روسيا، حليفة دمشق، الأسبوع الماضى، أن لديها الدليل على استخدام مقاتلى المعارضة السورية «السارين»، بالقرب من حلب، فى مارس الماضى.

ويؤكد الخبير فى مركز الدراسات حول الحد من انتشار الأسلحة فى معهد مونتيرى بالولايات المتحدة، لوكالة الأنباء الفرنسية، أن الاحتياطى السورى يضاهى «مئات الأطنان» من العناصر الكيميائية المختلفة، فيما يرجح بول ووكر، مدير لوبى «جرين كروس إنترناشيونال» أن تكون سوريا تملك ألف طن من الأسلحة الكيميائية فى 12 مخزناً على الأقل فى جميع أنحاء البلاد.

 

إقرأ أيضًا:
 

السارين والخردل و«فى إكس».. أبرز أنواع الأسلحة الكيماوية وأشدّها خطرًا

 

تطورات استخدام الأسلحة الكيميائية في الأزمة السورية (جدول زمني)

هذا المحتوى من «المصري اليوم».. اضغط هنا لقراءة الموضوع الأصلي والتعليق عليه.

Powered by WPeMatico

لا دلائل

  

اترك تعليقاً