«المخبول».. نصير المقموعين بالتراث المغربي يتجلى بمسرحية «مغربية- ألمانية»

| غير مصنف | 23 أغسطس, 2013

mansor-logo

اختار فريق فني «مغربي- ألماني» رواية مغربية بعنوان «شجرة الذاكرة»، بعد منعها لمدة 28 عامًا من التداول في المغرب، لتكون نواة عمل مسرحي يلقون من خلاله نظرة على الماضي والحاضر وينتقدون القيم السلبية للمجتمع، عبر شخصية رجل «مخبول»، وهو العمل الذي عرض لأول مرة في يونيو الماضي، حسبما أشار الموقع الإلكتروني للإذاعة الألمانية «دويتشة فيله».

الرواية التي اختارها الفريق، ألفها الكاتب المغربي الطاهر بن جالون، قبل أكثر من 30 عاما، وهي اجتماعية بعنوان «شجرة الذاكرة» وتحكي عن الحكيم المخبول «موها» الذي يعيش على شجرة «الذاكرة»، والتي تمكنه من رؤية كل شئ في الماضي والحاضر، ليقول بعدها كل ما يريد بحرية ودونما قيد، عكس الأشخاص الطبيعيين، فهو «مخبول».

وتحظى شخصية «المخبول» بحضور كبير في الثقافة الشعبية وأدب شمال أفريقيا، حيث يمثل ظهيرًا للضعفاء والمقموعين. أما الرواية التي تحكي عنه، فقد نشرها «بن جالون» عام 1978، وهي تجمع بين الخيال والواقع وتنتقد على لسان شخصية المخبول «موها»، قيمًا سلبية مثل «النفاق، والبؤس، والتضليل» المنتشر في العالم، ورغم أن السياق المكاني للرواية يتركز على تاريخ المغرب خلال فترة الاستعمار، إلا أن مفردات العمل صالحة لكل زمان ومكان.

كانت «شجرة الذاكرة» محظورة في المغرب حتى عام 2006، وبظهور العمل المسرحي المأخوذ عنها يتحقق حلم قديم لمخرجته «أرنيل روف»، والتي استغرق الأمر منها جهدًا استمر لتسع سنوات.

يعاون المخرجة 14 شخصًا من الفنانين الشباب لتحويل الرواية إلى عمل مسرحي، وتحكي عن طبيعة شخصية المخبول «موها»، قائلة: «يمكن لكل شخص أن يتحدث بلسان موها».

ويتحدث «موها» عن كل المسكوت عنه في كل زمان ومكان، فبلسانه تنتقد المرأة المقموعة المجتمع الذكوري والإساءة لجسدها، وينتقد المعارض العلماني التناقض بين التدين الشكلي والواقع الاجتماعي وإساءة استخدام الدين والاتجاه للرأسمالية الغربية مع تنامي الفقر في البلاد.

كما أن لحديث «موها» بعدًا سياسيًا، حيث أنه كما يتطرق إلى الماضي الاستعماري للفرنسيين، يتحدث كذلك عن «النفاق الإجرامي» للاتحاد الأوروبي والخطة الأمريكية لتمرير الديمقراطية غصبًا في العالم العربي.

وبدأت «روف» ذات الأصول التونسية المغربية، عملها على الرواية مع 14 من طلبة جامعة «هامبورج» قبل عام ونصف، نصفهم فتيات ونصفهم شباب، وكذلك الأمر بالنسبة لجنسياتهم التي انقسمت بالتساوي بين المغربية والألمانية، ليشكلوا في النهاية مجموعة عمل شابة عملوا على صياغة شخصية «موها» بنصوص عربية وألمانية وأغاني ورقصات.

تصلح الصور المسرحية والمحتوى المقدم بالعمل لكل زمان ومكان، رغم أن اللغة والملابس والموسيقى تنتصر للعنصر العربي، إلا أنه يبقى دعوة للمزيد من الإنسانية والصراحة والتعقل، ورفض لضياع الثقافة والهوية، وهو كذلك أمل في عالم يهنأ بمشاعر التضامن.

هذا المحتوى من «المصري اليوم».. اضغط هنا لقراءة الموضوع الأصلي والتعليق عليه.

Powered by WPeMatico

لا دلائل

  

اترك تعليقاً