أكد ساهر حمزة، سفير مصر لدى العاصمة السويسرية برن، أن مصر ليست من جمهوريات الموز وإنما قوة إقليمية مهمة، وأن على البلدان الأجنبية قياس أثار أفعالهم والبحث عن أفضل نهج لمد الجسور أو إيجاد الحل، خاصة أن مصر لا يوجد لديها نية للمساس بالعلاقات الدبلوماسية مع أية دولة، وإنما على الجميع أن يعرف أنها دولة ذات سيادة وعلى كافة الدول أن تحترم رغباتها وخياراتها، وألا ينسى أحد أن من حق الشعب المصرى اختيار مستقبله.
وأضاف حمزة – فى حوار أجراه مع صحيفة (لو تون) السويسرية الصادرة بالقطاع السويسرى الناطق بالفرنسية اليوم الجمعة – أن لقاءه مع المسئولين فى وزارة الخارجية السويسرية والذى جرى بعد فض الاعتصامين فى رابعة والنهضة ركز على شرح حقيقة الوضع وخططنا للمستقبل، موضحا أن مصر ليست امام خلاف سياسى، وإنما هى فى حرب ضد الإرهاب والتطرف ولفت إلى أن السلطات حاولت مرارا قبل فض الاعتصام ولمدة ستة أسابيع إيجاد حل سياسى، ولكن ممثلو الإسلام السياسى حاولوا فرض آراءهم على الآخرين وهو ما أدى إلى العنف، وشدد على أن الجيش ليس فى السلطة، وأن الشعب ناداه لحمايته ومعظم من زار مصر يفهم أن الوضع الحالى هو نتيجة لإرادة شعبية، خاصة وأن الرئيس السابق محمد مرسى وصل بالمصريين إلى حالة يائسة، فبعد أن انتخبوه ليكون رئيسا لكل المصريين ملثمين ومسيحيين وليبراليين إلا أن الإخوان المسلمين احتكروا النقاش وهاجموا خصومهم وتحدث مرسى لمؤيديه فقط.
وأكد حمزة أنه رغم أن أحدا لا يبرر القتل إلا أن ما جرى كان ردا على العنف من المتظاهرين بدليل أن 43 من ضباط وجنود الشرطة قتلوا نتيجة لإطلاق النار عليهم، ولم يكن هناك مفر من الرد على المسلحين سوى بقوة متساوية، موضحا أن مصر ليست فى حرب أهلية ولكنها فى حرب ضد التطرف كما كان الأمر فى الثمانينات بعد مقتل الرئيس السادات، مشيرا إلى أن قرار فض الاعتصام كان القرار الأصعب الذى اتخذته الحكومة المصرية، لكن الأمور كانت قد وصلت إلى طريق مسدود وكان هذا هو الملاذ الأخير وكان لابد من التحرك ضد العناصر العنيفة والخارجين على القانون.
وحول استقالة البرادعى، قال ساهر حمزة، إننى أحترم قراره ولكن مصر ستمضى إلى الأمام معه أو من دونه، وأضاف أن مصر ستبذل قصارى جهدها لتحقيق الجدول الزمنى لخارطة المستقبل، وأن على المجتمع الدولى أن يساعدها ولا يتدخل فى شئونها، فهناك رغبة فى دستور جديد وبرلمان جديد ورئيس جديد فى الأشهر السبعة المقبلة، مشيرا إلى أن القوى السياسية فى مصر الآن هى الليبراليون والسلفيون وأن الإخوان المسلمين ليسوا وحدهم الإسلام السياسى، كما أنه يمكن للصفوف الثانية منهم دخول الانتخابات وكذلك شباب الإخوان إذا رغبوا فى الانضمام للعملية السياسية.
وحول إمكانية عودة الرئيس الأسبق مبارك إلى الحياة السياسية بعد إطلاق سراحه، قال سفير مصر فى برن بالقطع لا، فالمصريون ليسوا بهذه السذاجة لأنهم لا يريدون نظاما استبداديا، وكما رفضوا نظام حسنى مبارك وطالبوا بالعدالة والكرامة، فقد رفضوا نظام مرسى.
وأكد أن العاملين بوزارة الخارجية محترفون، وهم يخدمون الشعب المصرى بصرف النظر عمن هو فى السلطة.
Powered by WPeMatico
لا دلائل