وبدت الإجراءات الأمنية التي تتخذها قوات الجيش والشرطة، بحسب «رويترز»، محدودة نسبيا حتى بالقرب من مسجد الفتح في قلب العاصمة، حيث وقع تبادل لإطلاق النار الجمعة والسبت الماضيين، مما أسفر عن مقتل العشرات.
وأغلقت البوابات الحديدية للمسجد وبوابته الأمامية الضخمة بالسلاسل. وقال حارس إن الصلاة ألغيت. وتمركزت حاملتا جند مدرعتان في الشارع، حيث عجت سوق صاخبة بالمتسوقين. وبحلول وقت الظهر ألغيت الصلاة في بعض المساجد ولم تتبلور أية مظاهرات كبرى في القاهرة.
وقال محمد عبد العظيم، مهندس بترول متقاعد ملتحي، كان بين نحو 100 متظاهر يسيرون ببطء من مسجد قرب جامعة القاهرة، لـ«رويترز»، «لسنا خائفين إنه النصر أو الشهادة»، مضيفا «سيضربون المسلمين. الأكرم لنا أن نموت بكرامتنا على أن نعيش أذلاء».
وحمل بعض المتظاهرين صور مرسي الذي عزله الجيش في الثالث من يوليو، بعد احتجاجات شعبية حاشدة ضد حكمه ورددوا «لا للانقلاب».
واعتبرت الوكالة أن مصر تشهد «أدمى توترات مدنية في تاريخها الحديث»، منذ 14 أغسطس حينما فضت الشرطة اعتصامين لأنصار مرسي في القاهرة والجيزة للمطالبة بإعادة الرئيس الإسلامي الذي استمر حكمه عامًا واحدًا.
ورصدت «رويترز» تمركز عربة واحدة فقط للأمن المركزي قرب منطقة رابعة العدوية، فيما أشارت إلى إغلاق مسجد رابعة العدوية لإصلاحه، «بينما وقف عمال على سقالات لطلاء جدران المسجد المتفحمة باللون الأبيض»، كما رصدت استخدام قوات الجيش للأسلاك الشائكة لمنع السير في طريق يقود إلى ميدان النهضة الذي كان موقع الاعتصام الأصغر للإخوان، بينما انسابت حركة المرور حول مسجد النور في العباسية بالقاهرة. ولم تكن هناك عربات مدرعة أو أسلاك شائكة، لكن صلاة الجمعة ألغيت أيضا.
واعتبرت الوكالة أيضا أن جماعة الإخوان التي فازت في خمس انتخابات متتالية منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في انتفاضة شعبية عام 2011، «تترنح» جراء أسبوع من اراقة الدماء واعتقال الكثير من قياداتها، فيما تصفه السلطات بمعركة «ضد الإرهاب».
وقالت الوكالة إن احتجاجات «الإخوان» التي كان بوسعها يوما أن تحشد جماهير ضخمة، «تضاءلت» هذا الأسبوع تحت وطأة الحملة الأمنية.
وتعكس رسوم على جدار مسجد بوسط القاهرة، حسبما تابعت الوكالة، «الانقسامات العميقة» التي ظهرت منذ أن عزل الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع مرسي، فقد شوهت عبارات «نعم للسيسي» وكتب مكانها «خائن». وتقول شعارات في أماكن أخرى «مرسي جاسوس» و«مرسي بره»، كما كتب أحدهم «الحرية..العدالة..الإخوان».
وقالت الوكالة إن «الاخوان» عملت على مدار عقود كـ«حركة سرية قبل أن تتحول إلى أفضل قوة سياسية تنظيما بعد سقوط مبارك، لكن شعبيتها تراجعت خلال حكم مرسي حينما اتهمها منتقدون باحتكار السلطة وتنفيذ أجندة اسلامية وسوء إدارة الاقتصاد، بينما تقول الجماعة إن مؤسسات الدولة التي تعود لعهد مبارك قوضت جهود حكومة مرسي عمدا».
واعتبرت «رويترز» دعوة جماعة «الإخوان» إلى تنظيم مسيرات من 28 مسجدا بعد صلاة الجمعة في القاهرة، «اختبارا لقدرة قواعدها الشعبية على الصمود».
هذا المحتوى من «المصري اليوم».. اضغط هنا لقراءة الموضوع الأصلي والتعليق عليه.
Powered by WPeMatico
لا دلائل