مصر .. الكنانة

| غير مصنف | 24 أغسطس, 2013

mansor-logo

* لماذا مصر ؟ .. لاشك بأن لكل دولة أهمية في عالمنا بشكل أو بآخر .. أوعلى الأقل من منظور التكامل في هذه الدنيا وإن كان ذلك بنسب متفاوتة .. ولاشك أيضا بأن لكل دولة إسلامية أهمية خاصة .. ولسنا هنا بصدد التفصيل في ذكر أهمية مصر للأمة وللعالم .. حيث أنها محط الأنظار في كل الأحوال ..ومن ذلك مايقع فيها الآن من اغتصاب للسلطة وانقلاب مشؤوم على الشرعية من قبل العسكر !! ضد من أتى بأدوات الديمقراطية ووسائلها المتعارف عليها بشهادة دولية .. ذلك الانقلاب لم يكن له أي مسوغ  لمجرد أن هناك أخطاء للسلطة يقع مثلها لأعرق الديمقراطيات في العالم !! ناهيك عن كون تلك الاخطاء في العرف السياسي متوقعة من ديمقراطية وليدة ومن حكومة منتخبة ولدة بعد عقود من القهر والاستبداد .. ثم ماخلفه ذلك الانقلاب من مجازر – برائحة الشواء تزكم الأنوف – لأطياف الشعب المصري المناهض له !! رابعة .. رمسيس .. أبوزعبل .. مثالا !! وماخلفه من آلاف المصابين من جميع الأطياف المصرية !! ناهيك عن جنوح السلطة العسكرية لاستئصال تيار الإسلام السياسي والزج بآلاف السجناء من أنصاره ومن غيرهم من المعارضة !! ومن المفارقات الغريبة والعجيبة بهذا الصدد أن الرئيس الشرعي المنتخب ( مرسي ) معتقل !! والرئيس غير الشرعي ( مبارك) حرا طليقا !! فهل هي صفقة !!؟ تلك التصرفات الفاشية اهدارا للقيم يندى له جبين الإنسانية الشريفة !! ذلك يثبت أن الانقلاب لايستهدف مصر الوطن .. وإنما مصر الأمة ” قطب الرحى ” و ” رمانة الميزان ” والروح .. بل القلب النابض للعروبة والإسلام ..
* المستهدف إذن مصر الأمة بحيويتها وحركتها وحضارتها وثقافتها الخلاقة ..    والتي لها السبق على مر التارخ في خلق تغيرات في بنية الشخصية العربية والإسلامية .. ولها السبق في نقلها من حالة ” الميكانيكية ” الركود والتكلس والنمطية.. إلى الحالة ” الديناميكية ” الحيوية والحركة .. ألم تكن رأس الحربة لتحرير مقدسات الأمة من الدنس الصليبي .. وثورة (25) يناير لاتخرج عن ذلك السياق بضخها لتلك الروح الرافضة للسادية والظلم .. والمتوثبة لإسقاط الطغاة ومساهمتها بالتحول في أمزجة الشعوب العربية والإسلامية من حالة الركود والتكلس والنمطية إلى الحيوية والحركة..
* مصرالأمة التي غـُيّبت لعقود !! أما وإن اشتعل فتيل ثورتها المباركة يتم التواطؤ والالتفاف عليها لإسقاطها كي لاتُحتذى !! مصر ستنتصر بإذن الله .. وستقف شامخة أمام كل الممارسات لوأد ثورتها واخضاعها من قبل أعداء الأمة .. تلك القوى الدولية والإقليمية .. ناهيك عن الأنظمة العربية المتواطئة !! مصر الأمة هي الرائدة وناصية العروبة والإسلام .. وتستحق الكثير من الحب والأشواق والهيام .. ( ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) نعم آمنين رغم معوقات وعثرات الأضداد .. وسحقا للأوغاد والحساد وأرباب الفساد .. مصر التي لاتفارق القلوب والعقول والخيال .. مصر الأماكن والقامات والهامات والرموز والمثال ..
*  أمتنا تُساق قسرا لكي تُسفك دماء أبنائها – فلسطين ، بورما ، سوريا ، الأحواز ، العراق ، كشمير ، اليمن ، مصر ، تونس .. والسلسلة طويلة – بأيدي الأعداء ومن تعاونوا على الإثم والعدوان من أبناء جلدتنا أولئك المتنفذون ومن لف لفهم .. الذين مارسوا قلب الموازين بضخهم الإعلامي دون خوف أوعتب .. ليختل سلم الأولويات لدى الأمة رأساعلى عقب !!  ولا أدل على ذلك من هذه الهجمة الأممية الشرسة بكل الوسائل المتاحة والتي نعيشها هذه الأيام لزعزعة الاستقرار واثارة الفوضى في دول الربيع العربي واغراقها في مستنقع الصراعات البينية  ‎!!ومايحصل في مصر وتونس مثالا لايخرج عن تلك المنظومة والسلسلة من الحقد الأسود نحو كل ماهو إسلامي!! لأن الإسلام الحقيقي حصانة ضد سيطرة الأعداء على عقول الأمة وحرياتها وثرواتها ومقدراتها.. لذلك العدو يستنفر كل قواه المادية والمعنوية .. بل يستميت في تشويه صورة الإسلام والتشكيك في معتقده ووصمه بالرجعية والتخلف والإرهاب !!
* العدو له أدواته ومنها ذلك الإعلام العربي العبثي الفاسد والذي يرعاه الحاقدون من أبناء جلدتنا ” زوار السفارات ” الذين يستميتون بتسويق وتشكيل مزاجا عاما لمحاربة الـديمقراطيات التي تجلب إسلاميين !! استجابة لأوامر تلك الدول ” الوظيفية ” والتي بدورها تنفذ مخططات تلك الدول العدوة التي تحيك المؤامرات لوأد الربيع العربي من خلال حرفه عن مساره واستغلال عفوية الثوار .. كتكريس مفهوم الدولة الدينية وتخويف الشعوب منها.. ولاشك بأن الدور منوط بمنظري فضائيات الفتنة والترديد دون ملل لاسطوانة ” نريد دولة مدنية لادينية ” لسيطرة مفهوم ( الإسلام فوبيا ) على عقولهم وعلى عقول أسيادهم !! يطبلون لديمقراطيات الآخرين .. لكنهم يمقتونها ويتجاهلونها إذا جلبت إسلاميين.. مع أن الإسلام في الحقيقة لايعرف مسمى دولة دينية .. وهذه التسمية صناعة غربية تشكلت ابان سيطرة الكنيسة وكبتها لحرياتهم فمقتوها .. الإسلام مدني بفطرته فهو” دين أسّس قواعد الدولة المدنية لتظهر على سطح الحياة دولة مدنية بمرجعية إسلامية ”
* عار على من فجروا في الخصومة !! أصحاب الضمائر الميتة !! بلطجية وشبيحة الفتاوى .. وبلطجية وشبيحة العسكر .. وبلطجية وشبيحة الإعلام ، والليبرالية ، والمتعلمنون .. والدول ” الوظيفية ” وكل من فقدوا مكتسباتهم اثر سقوط الطغاة .. وكل من يرقص على ايقاع الرصاص الذي يسفك دماء أحرار الأمة !! وعار على القوى الدولية !!؟ فلقد كشف رداء الديمقراطية المزيف عن تلك الوجوه الشائهة والقبيحة المكتنزة بالعنصرية التي رضعوها من ثدي ديمقراطياتهم المزيفة في التعامل مع المخالف .. وعلى حساب قيم الآخر !! ثم أين منظمات الحقوقية في العالم من هموم شعوبنا المضطهدة !!؟ أم أنها لاتتحرك إلا وفق أجندة دول القهر والكبر والطغيان !!؟ لماذا تخرس الألسنة !!؟ لماذا أصابهم صمت القبور !!؟ وكأنهم خارج التغطية !! أين الموضوعية !!؟ أم هي المصالح والهوى !!؟ كل ذلك ليس بجديد ولامستغرب !! فسبحان القائل:( ولن ترضى عنك اليهود ولاالنصارى حتى تتبِع ملتهم ) ..
* المحصلة .. أن مرارة الأحداث جمرة تلهب أرواحنا فتمزق قلوبنا لتزفر بالآهات .. كيف لا وأمتنا تعصف بها الأزمات !!؟ وبالتأكيد تنحني قلوبنا لتلك الصفعات .. لكننا لانُحبط بل نعمل ونتجمّل بالصبر ونحسن الظن بالله ليمنحنا الثبات .. والمؤكد أنه لاتكتمل الثورات إلا بهدم أصنام الديكتاتوريات.. وتنظيف جسد الأمة من أدران الطغاة .. بذلك تستطيع الثورات بأن تقف على قدميها بثبات .. اللهم انتصر لأمتنا المقهورة .. وللمظلومين في شتى بقاع المعمورة ..

* ( هلا .. مصر ) : http://www.vb.fadhaa.com/showthread.php?t=372593
عبدالعزيزالنعام 
 

 

 

 

Powered by WPeMatico

لا دلائل

  

اترك تعليقاً